أمراض القلب والصدر... أوجاع متبادلة

يمكن أن يكون الشعور بألم فى الصدر نتيجة لوجود مرض أو إصابة بالقلب الذى يعد عضلة صغيرة توجد فى تجويف الصدر، حيث يتمركز القلب في الصدر مائلاً قليلاً نحو اليسار، وتأخذ هذه العضلة الصغيرة حجم قبضة اليد الكبيرة تعمل كمضخة تضخ الدم في الشرايين ومنه إلى أنحاء الجسم الأخرى.

كما أنها تستقبل الدم العائد من الأوردة، وقلة نسبة الدم الواصلة للقلب يسبب آلاما بالصدر، ويمكن أن تسبب كذلك أمراض الجهاز التنفسى ألما بالقلب، فالإصابة بالربو والحساسية المزمنة يمكن أن يسبب ارتفاع فى ضغط الدم بالشريان الرئوى، مما يسبب احتقان بالقلب، وكذلك فشل بعضلة القلب.

يقول الدكتور الدسوقى فودة مدير مركز المناعة وأمراض الحساسية بجامعة الأزهر، إن من أشهر إصابات القلب التى تسبب ألما بالصدر هى الذبحة الصدرية وهى عبارة عن ألم صدري الذي يحدث نتيجة لعدم كفاية كمية الدم التى تصل لعضلة القلب وبالتالى عدم حصول هذه العضلة على كمية الأكسجين اللازمة لها، وتتغذى عضلة القلب من الشرايين المحيطة بها وحدوث أي انسداد بهذه الشرايين يمكن أن يؤدى إلى الوفاة.

ويقول الدكتور أحمد كمال مطاوع أستاذ أمراض القلب بطب الأزهر: إن كمية التغذية بعضلة القلب تقل نتيجة قصور في شرايين القلب التاجية، سواء بسبب تصلب هذه الشرايين نتيجة تراكم المواد الدهنية على جدارها، أو نتيجة حدوث تجلط، أو بسبب ارتفاع نسبة الدهون بالجسم، أو بسبب التهاب مناعى بالأوعية الدموية يحدث فى السن الصغيرة، وأيضا فإن ارتفاع نسبة الكوليسترول، وكذلك ارتفاع ضغط الدم والتدخين يشكلان سببا رئيسيا في حدوث الذبحة الصدرية، التى تزداد نسبة حدوثها نتيجة لبعض العوامل الخطرة مثل التقدم فى السن.

ويحدث الألم بصورة واضحة عادة خلال الجهد، وتتمثل أعراض الذبحة الصدرية فى الشعور بألم غالبا ما يكون خلف عظمة القص في وسط الصدر من منطقة أعلى البطن ، ينتشر هذا الألم عبر الصدر أو إلى الذراعين، ويمتد هذا الألم ليشعر به المصاب فى الكتف الأيسر.

ويتم تشخص الذبحة الصدرية عن طريق عدد من الفحوصات مثل رسم القلب العادى أو بالجهد،أو بالموجات فوق الصوتية. وقد يضطر الطبيب لإجراء القسطرة القلبية للتأكد من التشخيص، ولقياس ضغط الدم داخل العضلة والشرايين.

ويتم علاج نوبة الذبحة الصدرية غالبا بالطرق الدوائية، حيث أن هناك عددا من الأدوية التي تستخدم في علاج الذبحة الصدرية كمركبات النترات أو مضادات الكالسيوم، وإذا تكررت الآلام ولم يستجب المصاب بالذبحة للعلاج فقد يحتاج المريض إلى توسيع للشريان التاجي بالبالون، أو ربما عملية وصل شرايين القلب التاجية.

ويضيف الدكتور مطاوع، إنه كما يؤثر القلب على الصدر والرئة فإن أمراض الصدر يمكن أن تضر بالقلب، فيأتى ألم القلب نتيجة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى أو الرئوى أو بسبب الالتهابات المزمنة للشعب الهوائية، أو كنتيجة للتعرض للإصابة بالربو المزمن، أو زيادة فترة التعرض للأدخنة والأتربة، مما يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم فى الشريان الرئوى مما يسبب احتقانا بالقلب.

كما أن الإصابة بعيوب القفص الصدرى مثل لين العظام وتشوهاتها، والإصابة بعيوب بالصدر نتيجة الوراثة أو بسبب عوامل مكتسبة تؤدى كذلك إلى ارتفاع ضغط الدم بالشريان الرئوى، مما يسبب هذا الاحتقان.

كما أن إصابة الحلق واللوزتين والحنجرة بالعدوى والالتهابات الميكروبية يسبب التعرض للإصابة بالحمى الروماتيزمية، وبالتالى تصيب صمامات القلب بالتلف ويحدث ضيق وارتجاع يؤثر على عضلة القلب، حيث يوجد في القلب أربع حجرات اثنتان علويتان وتدعى الأذينان واثنتان سفليتان وتدعى البطينان وهي ذات جدار سميكة العضلة. كما أن القلب ينبض ما بين 60 إلى 80 نبضة في الدقيقة، وهذه النبضات تعبر عن التقلص والاسترخاء بعضلة القلب ليتم ضخ حوالي 3-5 لترات من الدم في الدقيقة الواحدة.

ويضيف الدكتور الدسوقى، إنه يجب على المريض المتابعة مع طبيب قلب إلى جانب طبيب الصدر لتشخيص الحالة جيدا وعلاجها،وكذلك ينبغي على المريض الذى تعرض للذبحة الصدرية ضرورة التوقف عن التدخين، وتخفيف الوزن، ومعالجة ارتفاع ضغط الدم وكذلك ضبط الكولسترول الدم.